بوتفليقة .. مسار إبن وجدة 🇲🇦الذي حكم الجزائر

قناة م 99
قضى بوتفليقة أطول مدة في الحكم، حيث قضى زهاء 20 سنة في قصر المرادية.

وفي السنوات الأخيرة، واجه بوتفليقة متاعب صحية كثيرة، وصلت إلى حد الشلل وعدم القدرة على ممارسة المهام كرئيس للجمهورية، وهو الأمر الذي دفع به في مطلع ابريل 2019 إلى تقديم إستقالته.

وقبل ذلك واجه بوتفليقة إحتجاجات عارمة، بعد ترشحه لعهدة خامسة على رأس هرم السلطة في الجارة الشرقية للمغرب.

ولد عبد العزيز بوتفليقة، في 2 مارس 1937، بالمدينة القديمة لوجدة، وبالتحديد في منزل بالقرب من زنقة “إشقفان”، قبل أن تنتقل به عائلته إلى منزل في زنقة إشقفان، وهو المنزل الذي هدمته المصالح المختصة قبل سنوات قليلة بعدما كان مهددا بالانهيار.

بعدما إشتد عود “الفتى” بوتفليقة، و انتقلت عائلته إلى منزل ثالث بزنقة مضرومة، وسط مدينة وجدة، بالقرب من المرآب التابع للخيرية الإسلامية، وهو المنزل الذي عرفت به عائلة بوتفليقة بالمدينة، وكثيرا ما قدمه البعض بأنه المنزل الذي ولد فيه عبد العزيز بوتفليقة.

تابع دراسته الابتدائية، بين أقرانه في زنقة مضرومة، قبل أن ينتقل إلى ثانوية عمر بن عبد العزيز وثانوية عبد المومن، وبعدما بلغ 19 عاما إنخرط في صفوف جيش التحرير بعدما اصطحبه الهواري بومدين معه كمترجم في البداية، بحكم التكوين “العربي” لبومدين.

وبعد تقلده عدة مناصب بعد جلاء الاستعمار الفرنسي عن البلاد، بدءا بوزاة الشباب وهو في 25 من عمره، ومرورا وزارة الخارجية وهو في 26 من العمر، انتخب رئيسا للجمهورية سنة 1999، ولم يغادر قصر المرادية إلا تحت ضغط الشارع وإنهاك المرض.

الكومندار عبد القادر

وفق تصريحات سابقة لمحمد حرفي -وهو نقابي مغربي يقطن في وجدة كان ينتمي للشبيبة الاستقلالية- خلال فترة تواجد بوتفليقة بالمغرب، أدلى بها في وقت سابق لموقع الجزيرة نت، فإنه بعد اندلاع الاحتجاجات في الجزائر، أخذت الشبيبة الاستقلالية زمام المبادرة بالتنسيق مع جمعية الطلبة الجزائريين المقيمين بوجدة والتي كان من أعضائها الرئيس الحالي للجزائر عبد العزيز بوتفليقة، للتضامن مع طالب طرد و عاشت الجامعة الجزائرية بسبب طرده سنة بيضاء.

وحينها لم يكن بوتفليقة ظهر كاسم فاعل في جيش التحرير، بل كان–حسب حرفي- شخصا عاديا يتابع دراسته مع النخبة في ثانوية عمر بن عبد العزيز، وهي الثانوية التي كانت تحتضن أعيان المدينة.

وفي لحظة من اللحظات، توارى بوتفليقة عن الأنظار لمدة ليست بالقصيرة، وسيعرف حرفي وزملاؤه النقابيون فيما بعد، أن بوتفليقة عقد لقاءات مع الرئيس الثاني للجزائر المستقلة، هواري بومدين -اسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة- في منزل يدعى منزل آل بوسيف.

واصطحبه بومدين إلى ثكنة كانت مخصصة لجيش التحرير بمدينة الناظور بغرض مساعدته في الترجمة، وإعانته على تدبير فرع المغرب لجيش التحرير، على اعتبار أن بوتفليقة كان يتقن حينها اللغتين العربية والفرنسية، في حين كان تكوين بومدين أزهريا باللغة العربية فقط.

وفي عام 1962، أفرجت فرنسا وفق نفس المصدر، على خمسة من أعضاء حركة التحرير الجزائرية، الذين أصروا على أن تكون عودتهم إلى بلدهم عبر المغرب، ورافقهم من الدار البيضاء في اتجاه مدينة وجدة الصحفي محمد باهي.

وكان باهي بحاجة إلى وثيقة من عضو بجيش التحرير بوجدة مسؤول عن منحها، وبحكم علاقته مع حرفي، رافقه هذا الأخير بسيارته إلى مقر العضو المعين الذي كان يكنى بالكومندار عبد القادر، قرب المقبرة الأوروبية، وبعدما دخلا إلى مقر الكومندار، لم يكن سوى عبد العزيز بوتفليقة، الذي اتخذ من الكومندار عبد القادر اسمه الحركي.
M99TV
www.m99.ma


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...