رد هستيري من الجزائر على سفير السعودية بنيويورك

قناو م 99
أطلق النظام الجزائري العنان لأجهزته الإعلامية من أجل التهجم على السعودية. وهاجم الإعلام الجزائري الرياض بحجة أن هذا البلد يدعم بلا مواربة الوحدة الترابية للمملكة المغربية. غير أن عنتريات الطغمة العسكرية وتهديداتها لا تخيف أحدا.

“الكلب الذي ينبح لا يعض”. ينطبق هذا المثل تماما على حالة السعار التي أصابت الطغمة العسكرية الجزائرية، التي أصبح نباحها اليومي يثير الشفقة.

وجدد سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله يحيى المعلمي، يوم الخميس 21 أكتوبر 2021، دعم بلاده الكامل للسيادة المغربية على الصحراء خلال الجلسة العامة للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

في مداخلته، لم يفه السفير السعودي بأي كلمة غير ودية تجاه الجزائر. إلا أن وسائل إعلام الجارة الشرقية تهجمت عليه ويبدو ذلك من العناوين التي اختارتها بمقالاتها: “لعبة الرياض الخبيثة”، و”التصريحات الخطيرة للسفير السعودي لدى الأمم المتحدة”، و”حماقات الرياض”، أو حتى “نظام آل سعود الإجرامي يوجه تهديدات ضد الجزائر في الأمم المتحدة”. ماذا قال السفير السعودي لإثارة مثل هذا السعار لدى حكام النظام العسكري السياسي الذي يمسك بزمام السلطة في الجزائر؟

فقد أشاد الدبلوماسي السعودي بالإنجازات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة التي حققتها الأقاليم الصحراوية المغربية، وقال إنه يعارض أي اعتداء على الوحدة الترابية للمغرب. وأكد عبد الله يحيى المعلمي أيضا أن “المملكة العربية السعودية تجدد دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية”.

وقد أصاب هذا الموقف الواضح والقاطع النظام الجزائري بالسعار، خاصة أنه تم التعبير عنه أمام وفود دول العالم من قبل ممثل العربية السعودية التي تعتبر قوة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط ولها ثقل داخل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية وداخل هيئة الدول المصدرة للنفط.

النظام الجزائري، الذي جعل من سياسة الهروب إلى الأمام علامة معترف بها عالميا لنظام حكمه، سرعان ما وجد تفسيرا لكلمات سفير فوق العادة السعودي. وبحسب وسائل إعلام جزائرية، فإن الرياض غاضبة من الجزائر بسبب رفضها للوساطة السعودية بين الجارتين المغاربيتين. وكتبت صحيفة الشروق الجزائرية: “يبدو إن موقف الجزائر الرافض لأي وساطة أغضب الرياض، وهو ما ظهر جليا في كلمة ألقاها المندوب الدائم للمملكة السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله بن يحي المعلمي، الذي طرح موقفا مطابقا لموقف المغرب”. واتهمت الصحيفة الجزائرية بأن خطاب السفير السعودي يحمل “نبرة تصعيد غير معهودة”.

من جهتها، ذهبت الجريدة الإلكترونية التابعة للجنرال المدان خالد نزار إلى أبعد من ذلك. وبحسب هذه الجريدة، فقد أظهرت المملكة العربية السعودية “عداء” للجزائر لتحدثها في الأمم المتحدة عن الصحراء المغربية وليس الصحراء الغربية.
من خلال تهجمها على ما تسميه “نظام آل سعود”، أضافت هذه الوسيلة الإعلامية أن “سبب الحرب المعلنة من منبر نيويورك” هو “تهديد موجه للجزائر”، قبل كل شيء، وكتبت “أن عبد الله يحيى المعلمي يؤكد أن المملكة العربية السعودية ترفض أي اعتداء على المصالح العليا للمملكة المغربية الشقيقة وعلى سيادتها أو وحدة أراضيها”.

ودعت هذه الوسيلة الإعلامية الجزائر إلى التعبئة من أجل الدفاع عن نفسها بكل الوسائل “في مواجهة التحالفات الجديدة”. بل إن جريدة الجنرالات قامت بالعودة إلى الوراء (على أي حال توقف عقل نظام الحكم في الجزائر في التسعينيات)، وبشكل خاص إلى سنوات السبعينيات من القرن الماضي لإخراج مفاهيم عفا عنها الزمن مثل “جبهة الحزم” أو “جبهة الرفض” (الجزائر والعراق وليبيا وسوريا واليمن الجنوبي ومنظمة التحرير الفلسطينية)، لمواجهة اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية الموقعة في شتنبر 1978 في كامب ديفيد.

“يتعين علينا أن نواجه الدعم الذي يحصل عليه المغرب في محاولة لتحييد البلد الوحيد لجبهة الرفض والذي مازال وفيا لمبادئ ومازال صامدا”، هذا ما كتبته هذه الوسيلة الإعلامية بنبرة حزينة تنبئ بأن الجزائر تسير نحو الهاوية وأصبحت يوما عن يوم معزولة على الساحة الدولية.
M99TV
www.m99.ma


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...