العلاقات المغرية الجزائرية في الميزان

قناة م 99

بقلم علي السيعماري
دوسلدورف

بقلم علي السعماري استاذ باحث بألمانيا

يشن النظام الجزائري حملة عدائية لم يسبق لها مثيل ضد المغرب، من خلال زخم من السناريوهات المفبركة والمستفزة التي يحبكها حول الاعتداءات والاساءات المغربيـة لدولة الجوار مطالبا الاعتذار من المغرب. و لإماطة اللثام عــــن هذه الاتهامات أسأل كل من يدعي ذلك عن مكمن هذه الاساءات.
هل تتجلى هذه الاساءات في تنديد سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان العلوي بالحملة الفرنسية على الجزائر واعلانه دعمه المطلق لهذا البلد الجار، بالرغم من أن باي تونس وحاكم مصر ايدها علانية؟

هل يعتذر المغرب للسيد عبد المجيد تبون عن وقوف المغاربة شعبا وحكومة لدعم الأمير عبد القادر حينما اعلن الجهاد ضد فرنسا باسم سلطان المغرب، هذا الدعم أدى بسببه المغرب ثمنا غاليا، حيث تعرضت كل من مدينتي طنجة وأسفي لقصف عنيف من طرف الاستعمار الفرنسي ، أم عن انتقام فرنسا من المغرب بسبب موقفه هذا و قيامها بشن حرب ضروس عليه في واقعة ” اسلي”.
هل تتجلى هذه الاساءة في انخراط المغاربة في المقاومة التي أطلق شرارتها سيدي بوعمامة ضد الاحتلال والتي استمرت لسنين طويلة، أو عن احتضان السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه والشعب المغرب الثورة الجزائرية حيث اوى قادة الثورة ومدهم بالسلاح والعتاد ؟
هل تتجلى هذه الاساءات في انخراط العديد من المغاربة في الثورة الجزائرية والتي استشهد وجرح الكثير منهم في سبيل هذا البلد الجار، أو في تبرع النساء المغربيات بحليهن للثوار، أو في عدم قبول الملك محمد الخامس عرض رئيس فرنسا الذي اقترح من خلاله اعادة ترسيم الحدود كما كانت قبل احتلال فرنسا ، مقابل وقف دعمه لقادة الثوار الجزائريين ؟

وهل يعتذر المغرب عن تنصل حكام الجزائر من تفعيل الاتفاق الذي عقدوه مع الملك محمد الخامس المتعلق بإعادة ترسيم الحدود بمجرد حصولهم على الاستقلال، والذي ترتب عنه ما اصبح يسمى “حرب الرمال”، التي اندلعت شرارتها الاولى بسبب اطلاق جنود الجزائر النار على نظرائهم المغاربة بمنطقة فيجيج ؟
وقد استغل حكام الجزائر هذه الهزيمة و اطلقا عبارتهم الشهيرة ” احتقرنا المروك احتقرنا المروك” لكسب ود الشعب الجزائري الذي التف آنذاك حول قادته. هكذا تمكن الحكام في الجزائر غداة الاستقلال تأسيس نظام عسكري باللجوء الى المناورة بإشعال فتيل الحرب ضد بلادنا. وتحاول العصابة المستبدة بالحكم اللجوء الى نفس السيناريو من خلال هذا السيل من الاتهامات لتجاوز مختلف المشاكل التي تعاني منها حاليا.
وهل تتجلى هذه الاساءات في تنكر حكام الجزائر لمقتضيات اتفاق افران واتفاقية تلمسان بشأن ترسيم الحدود بين قائدي البلدين، حيث تنازل المغرب بموجبها عن المطالبة بالأراضيه التي اقتطعتها فرنسا مقابل الاستغلال المشترك لمناجم غار جبيلات، او في عدم وفاء الرئيس هواري بومدين بتعهده للحسن الثاني بدعم المغرب في تحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني، حيث قال في خطابه بمناسبة الذكرى العاشرة للتصحيح الثوري في 19 يونيو 1975 ما مفاده: “بالنسبة لنا كل ما يعنينا هو رجوع الصحراء الغربية سواء كانت مغربية أو موريتانية، المهم أن نرجع أراضي عربية اسلامية” الخطاب مضمن في الأرشيف الرئاسي الجزائري؟
هل يعتذر المغرب للرئيس تبون على تأسيس الطغمة العسكرية جبهة الانفصال وإيوائها فوق أراض هي في الأصل مغربية ومدهم بالسلاح والعتاد وتبني أطروحتهم بحماس منقطع النظير، بل أكثر من ذلك الزج بالجنود الجزائريين في الحرب ضد القوات المغربية في الأراضي المغربية نذكر على سبيل المثال موقعة أمغالا التي مني فيها الجيش الجزائري وصنيعته البوليزاريو انهزاما ذريعا والتي شارك فيها شنقريحة شخصيا؟ ولا زال نظام العسكر يدافع على العصابة بكل ما اوتي من قوة خارقا بذلك أحكام معاهدة افران خاصة المادتين 4 و 5.
أيعتذر المغرب على طرد النظام العسكري ما يراوح 350 الف مغربي سنة 1975 في يوم عيد الأضحى مجردين من ممتلكاتهم وكل ما يكسبون، أم عن رفضه سنة 2010 تجديد الاقامة لمهندسين وتقنيين مغاربة كانوا يشتغلون في ظروف قانونية مع شركات أجنبية التي كانت تربطهم بها عقود من أمد طويل؟

أيعتبر القرار التعسفي الذي أصدره تبون بحر هذه السنة بفسخ عقود كل الشركات المغربية التي كانت تؤدي خدماتها للشركات الجزائرية، ،والمواقف العدائية لحكام المرادية خاصــــــة ” شنقريحة” الذي يصف المغرب بالبلد العدو اساءة من المغرب للجزائر؟
أيعتذر المغرب عن طعن حكام الجزائر من الخلف لبلد شقيق باصطفافهم خلف اسبانيا بشأن نزاعها مع المغرب و خروجهم عن الاجماع العربي في اجتماع جامعة الدول العربية، حيث رفضوا، أسوة بباقي الوفود العربية، مساندة مطالب المغرب بخصوص استرجاع بقية أراضيه وتحريرها من ربقة الاستعمار الاسباني؟
وهل تنطوي اليد الممدودة من طرف ملكنا الهمام لحكام الجزائري والهادفة الى تجاوز الخلافات من أجل بناء المغرب الكبير خدمة لمصلحة البلدين ولشعوب المنطقة المغاربية التواقة الى العيش الكريم، وكذا المساعدات التي عرضها عليهم والمتمثلة في وضع تحت تصرفهم طائرتين لإخماد الحرائق، على اساءة للجزائر الشقيقة؟
ان الشعب الجزائري الشقيق لم تعد تنطلي عليه مؤامرات حكامه الذين يتشدقون بعبارات حبلى بمبادئ رنانة كحقوق الانسان وتحرر الشعوب والذين لا يهمهم في الحقيقة، لا مصير المواطن الجزائري ولا مصير الاخوان المغاربة الصحراويين المحتجزين قهرا في مخيمات العار الذين اتخذهم النظام كرهينة لمعاكسة مصالح المملكة المغربية وكبح مسيرته التنموية التي أصبحت تؤرق مضجعهم بشكل يثير الشفقة.

أترك الإجابة لأحرار الجزائر من واقع ما يعانونه تحت النظام الهمجي.
M99TV
www.m99.ma


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...