المغرب.إسبانيا…سياسة السن بالسن والبادئ أظلم ضمنت الأمن واستقرار الوحدة الوطنية بالمملكة المغربية

قناة م٩٩

( المعاملة بالمثل هي أفضل أسلوب للحفاظ على الراحة. – وليم شكسبير)

إن مبدأ المعاملة بالمثل أو الأخذ والعطاء يتطلب أن نرد ما يفعله الآخرون معنا بمثله. يمكن فهمه على أنه توقع أن يتجاوب الناس بشكل إيجابي مع بعضهم البعض عن طريق رد المنفعة بمنفعة، ورد الضرر بلا مبالاة أو عداء. كثيرًا ما يتخذ المعيار الاجتماعي للمعاملة بالمثل أشكالًا مختلفة باختلاف مجالات الحياة الاجتماعيةوالسياسيةوالثقافية.

فقاعدة المعاملة بالمثل والبادئ أظلم، وفي السياسة الدولية يوجد مبدأ “المعاملة بالمثل” وهو مبدأ جرت عليه الدول بالنسبة لعلاقاتها الدبلوماسية فيما بينها، ومن امثلة مبدأ المعاملة بالمثل بين الدول هي درجة التمثيل الدبلوماسي الذي تعتمده كل دولة مع نظيرتها، كأن يكون التمثيل الدبلوماسي القائم بين دولتين على مستوى “المفوضية” ثم يرتقي الى درجة “السفارة”. وايضا من امثلة مبدأ المعاملة بالمثل بين الدول هو تأشيرة الدخول الى الدولة (الفيزا) أو انشاء كيان انفصالي لضرب استقرار دولة مجاورة وتقسيم ترابها الوطني إلى دويلات أو كانتونات انفصالية حيث عندما تفرض دولة ما على الاخرى شروط صعبة للحصول على امتيازات تقوم الدولة الاخرى ايضا بفرض شروط لا تقل صعوبة عن تلك الشروط التي وضعتها الدولة المبادرة وهو ما اعتدنا عليه المملكة المغربية في سياستها الخارجية التي قصد بها وزير خارجية المغرب والتعاون الافريقي أعداء الوحدة الترابية للمغرب “مغرب اليوم لبس هو مغرب الامس” وما قاله حين استقبلت إسبانيا الإرهابي زعيم منظمة البوليزاريو بشكل مريب.

و في ظل السياسة التي اتخذتها المملكة المغربية تجاه قضاياها المصيرية،صرح رئيس الحكومة الإسبانية ، بيدرو سانشيز ،يوم 23 مارس الأربعاء ، خلال زيارته لمدينة سبتة المحتلة ، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المملكة المغربية “مفتاح للأمن واستقرار مدينتي سبتة ومليلية في المنطقة” مشيرا الى وقف زحف المهاجرين الافارقة من جنوب الصحراء نحو المدينتين المحتلتين بشكل غير مباشر و الحاضر والمستقبل ” لإسبانيا في طمأنة الاحزاب السياسية اليمينية مشيرا الى السياسة الاقتصادية بين المملكتين لاسيما أن المغرب سيصبح من الدول المهمة المصدرة للغاز الطبيعي وللطاقة البديلة.

وبحسب بيدرو سانشيز ، فإن إعادة العلاقات مع المغرب ، على أساس الاتفاق الأخير ، كانت ضرورية لوضع حد للأوضاع المعقدة التي مرت بها سبتة خلال فترة التوتر مع الرباط ، في إشارة إلى ما حدث في مايو الماضي ، عندما المهاجرون غزوا سبتة.

واستعرض سانشيز المزايا التي ستستفيد منها إسبانيا بعد الاتفاق مع المغرب ، وهو اتفاق أعلنت مدريد بموجبه رسميًا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، ومن بينها التعاون في مجال الهجرة والأمن ، وإعادة التأسيس. العلاقات الاقتصادية ، مما يبرز أن المغرب هو ثالث أكبر شريك تجاري لإسبانيا.

وفي سياق آخر ، أشار سانشيز إلى أنه خلال الأشهر العشرة لم تكن العلاقات بين المغرب وإسبانيا جيدة ، وكان هناك القليل من الاتصالات واللقاءات ، ولكن كان هناك الكثير من العمل الدبلوماسي الصامت ، من أجل بناء أسس قوية ومتينة لتجديد العلاقات بين الرباط ومدريد مبنية على الثقة المتبادلة

كما برر سانشيز موقف حكومته تجاه السيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية،بالدعم القوي الذي منحته ألمانيا لهذا المقترح وكذلك الاتحاد الأوروبي حيث وصفة بالواقعي المنطقي ،ردا على سؤال صحفية من القناة الثالثة الإسبانية.

إلا أن في شهر مارس2022 طفى على السطح داخل قصر منكلوا جدل حول خطورة وزن التمثيل الدبلوماسي الكتالوني في المغرب ، فقد قررت الحكومة الكتالونية ، نقل مقر تمثيليتها الدبلوماسية في شمال إفريقيا إلى المغرب بدلاً من تونس.و يأتي هذا القرار في خضم أزمة دبلوماسية صامتة بين المغرب وإسبانيا ، وفي ظل التقارب بين الجزائر وسانشيز ومجانية الغاز الشعب الجزائري مقابل عدم اعتراف إسباني بالمقترح المغربي حولة النزاع المفتعل بالاقاليم الجنوبية للملكة وتشويه سمعة المؤسسات الدستورية تحت يافطة جمعيات المجتمع المدني والجرائد الوطنية الإسبانية منها “الباييس و الكنفدنسيال).

وفي ظل كل هذه (المطبات) السياسية فلا بد أن نذكر بعض العوامل المؤثرة في السياسة الخارجية لقصر منكلووا بمدريد تجاه المغرب الجديد.

فلا يخفى على أحد أن الحكومات الإسبانية لا تريد أن ترى سفارة كاتالونية أو تمثيلية سياسية و دبلوماسية في المغرب،
لكن التحركات الجديدة للحكومة الكتالونية، في خضم الأزمة الدبلوماسية المتواصلة بين مدريد والرباط ، تبرز أن المغرب يمثل أولوية بالنسبة لكاتالونيا، كونه قوة إقليمية مؤثرة في شمال إفريقيا.

وحسب عدت مصادر صحفية محلية بإقليم كاتالونية ستفتح عام 2022 ، الحكومة الكتالونية ست تمثيليات جديدة بأندورا ، في غرب إفريقيا ومقرها داكار ، السنغال ، في جنوب إفريقيا المقر الرئيسي في بريتوريا ، جنوب إفريقيا ، في البرازيل المقر الرئيسي في برازيليا ، في اليابان مقرها الرئيسي في طوكيو وفي كوريا الجنوبية مقرها الرئيسي في سيول .بينما تواصل الحكومة المركزية في مدريد اتصالاتها مع انفصاليي (بوليساريو) والجنرالات الجزائريين ، رغم ذلك فإن المغرب عبر في عام 2017 عن دعمه للحكومة المركزية، رافضًا الإعلان عن انفصال كاتالونيا من جانب واحد. وأعرب عن التزامه بسيادة إسبانيا ووحدتها الترابية وسيادتها على أراضيها.

ويبقى السؤال مشروعاٌ.ماذا كان سيكون رد فعل إسبانيا لو تم استقبال شخصية انفصالية إسبانية في القصر الملكي المغربي ؟ كيف كان سيكون رد فعل إسبانيا إذا تم استقبال هذه الشخصية بصفة علنية ورسمية من قبل حليفها الاستراتيجي، وشريكها التجاري الهام، وأقرب جار جنوبي لها ؟

وحتى لا تكون ذاكرتنا قصيرة. في سنة 2012 ، على سبيل المثال ، عندما قام وفد اقتصادي كطلاني بزيارة إلى المغرب، تم تعديل البرنامج، بناء على طلب الحكومة الإسبانية ، حتى لا يتم استقبال هذا الوفد على مستوى عال، وحتى تتم جميع المباحثات التي يجريها بحضور ممثل سفارة إسبانيا في الرباط.وفي سنة 2017، تبنى المغرب الاتساق نفسه في المواقف عندما رفض طلب زيارة ولقاء تقدم به زعيم كبير للنزعة الانفصالية الكطلانية.

من حق المغرب أن يتوقع من إسبانيا معاملة بالمثل، فهذا نفسه هو مبدأ أي شراكة حقيقية

فملخص هذه التطورات التي تهم السياسة الخارجية المغربية، أن الرباط، لحد الآن، تضمن بأسلوبها استمرار خطين متوازيين بنفس الدرجة من القوة والعزيمة ،وهو خط الضغط على مدريد وبرلين من أجل تغيير موقفهما الكلي اتجاه الصحراء المغربية وهذا ما حصل خلال هذا العام 2022 ، وخط تنويع شركائها والبحث عن بدائل تعوضها في حال بلغت العلاقات إلى مستوى أكبر من التصعيد معهما، مع امتلاك أوراق جديدة في التحالفات، تمكنها من تعطيل الضغط الأوروبي من جهة، ومن جهة ثانية، إبطال مفعول الورقة العسكرية التي قد تلجأ إليها مدريد كما فعلت في السابق في جزيرة ليلى المغربية سنة 2002،وهو التحالف الجديد المغربي الأمريكي البريطاني والاسرائيلي..
M99TV
www.m99.ma


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...