تقارير دولية تكشف عن خط وصول المخدرات المغربية(الحشيش) إلى ليبيا واحتمال استفادة الجماعات الإرهابية منه

قناةم٩٩
تمثل شواطئ وعواصم غرب إفريقيا ممرًا حيويًا لتجارة المخدرات باتجاه الدول الأوروبية، إذ يكشف الباحث والمحلل الأمني الاسكتلندي المتخصص في مكافحة المخدرات، جوني إيلسوود، مسارات تهريب المخدرات، التي تمتد من غرب إفريقيا إلى السوق الأوروبية. كما يبين إيلسوود كيف أصبحت هذه التجارة تتقارب مع الفساد والإرهاب وفشل الدولة في بعض العواصم الإفريقية.

كشف تحقيق لمجلة فرنسية طرق وصول مخدر «الحشيش» الذي ينتج في المغرب إلى ليبيا، حيث يستفيد المهربون من الفوضى، ويُجرى تخزينه في مستودعات على الساحل الليبي.

أوردت مجلة «جيو» الفرنسية المتخصصة في قضايا البيئة والمناخ في تحقيق لها، أمس السبت، على تساؤل لطالما ظل يثار في عدة بلدان: كيف يصل «الكيف المغربي» إلى البلدان الأوروبية والعربية؟ حيث يُزرع في شمال المغرب، لكنه لا يظل حبيس الأرض التي تنتجه.
وأوضح التقرير أنه «إذا كانت زراعة الحشيش في المغرب تتم في المناطق المخصصة لذلك، فإن رحلته للوصول إلى المستهلكين في أوروبا تمر عبر دول عديدة، سواء عن طريق البر أو البحر»، مؤكدًا أن «دول ليبيا وإسبانيا ومالطا تمثل السوق المركزية للحشيش المغربي».

من المغرب إلى ليبيا عبر الصحراء

المجلة الفرنسية رصدت أن طريق المخدرات تتخذ مسارًا طويلاً عبر دول الجنوب والدول الصحراوية (موريتانيا، مالي، النيجر، تشاد …)، حيث تكون المراقبة أقل بكثير. وينتهي به الأمر في ليبيا قبل أن يواصل طريقه نحو البحر الأبيض المتوسط وأوروبا أو الشرق باتجاه مصر.

ويعبُر الحشيش المنتج في الريف الحدود بين المغرب والجزائر. ومن هناك، يمكن أن تأخذ المخدرات وجهات عديدة: السوق المحلية أو إلى إسبانيا وفرنسا عبر موانئ الجزائر العاصمة ووهران، أو تونس، ثم تغادر بالقوارب إلى أوروبا أو تستمر إلى ليبيا.

من المغرب إلى موانئ مصراتة وطبرق
ويرصد التقرير مسار تهريبه بحرًا بين ليبيا والمغرب، إذ ظل رائجًا لسنوات عديدة، حيث يتم نقل المخدرات إلى موانئ مصراتة وطبرق، ثم يتم تحميلها على سفن من جميع الأحجام.
وتواصل المجلة الفرنسية بأن المهربون وتجار المخدرات استغلوا الفوضى الليبية ،إذ يجرى تخزينه في مستودعات على الساحل الليبي.

أما جزء من المخدرات القادمة من المغرب وأيضًا من الشرق الأوسط يتم تصديرها عن طريق السفن إلى أوروبا عبر مالطا، ثم يتم نقلها إلى جنوب إيطاليا أو غرب البلقان.
– ضبط 8 قناطير من مخدر الحشيش بقيمة 19 مليون دينار في بنغازي
– ضبط شخص بحوزته قنطار من مخدر الحشيش في العلالقة
– النيجر تعلن عن أكبر عملية ضبط للقنب الهندي قبل تهريبها إلى ليبيا
وتسلط الضوء على ما تسميه «المسار التاريخي الذي كان يقطعه التجار خلال سبعينيات القرن الماضي لنقل الحشيش»، حيث دخل إسبانيا عبر مضيق جبل طارق. وكانت العملية تتم عبر إخفائه وسط البضائع في العبارات وقوارب النزهة، ولكن على مدار العشرين عامًا الماضية، أصبح هذا الطريق أكثر خطورة مع تكثيف المراقبة الأمنية».

ويأتي التركيز على إنتاج الحشيش في أعقاب موافقة مجلس الحكومة المغربية شهر مارس الأخير على مشروع القانون الذي يرخص استعمال القنب الهندي لأغراض علاجية.

بلد أشجار الأرز والكيف

ونقلت المجلة عن رئيس كونفدرالية جمعيات صنهاجة بالريف بالمغرب عبد اللطيف ادبيب، الذي يعد أكبر تحالف لقبائل ريفية قوله «إننا نسميه هنا الكيف». وواصل ادبيب من بيته العائلي الواقع على ارتفاع 1800 متر على سفوح جبل تيديرهين (الشمال)، قائلاً «هنا، هي أعلى نقطة في سلسلة جبال الريف بلد أشجار الأرز والكيف».
أما الجغرافي بيار أرنو شوفي، المختص في جيوسياسة المخدرات، أوضح أن «الوحيد الذي نجح في منع القنب الهندي في المنطقة، هو عبد الكريم الخطابي الثائر الكبير الذي قام خلال الفترة الممتدة بين 1921 و1926، بإقامة ما عرف آنذاك بجمهورية الريف».

تقرير أمريكي حكومي:

كشف تقرير أميركي حكومي عن «انتعاش خط تهريب الحشيش المغربي» من دول الساحل الأفريقي إلى ليبيا كمحطة عبور لإعادة التوزيع إلى دول أوروبية، وسط تحذيرات من تحالفات جماعات مسلحة مع المهربين مما يغذي نشاط الإرهاب في المنطقة.

وأكد التقرير أن «المتاجرة بالمخدرات والجرائم المالية عبر العالم خلال الأربع سنوات الاخيرة» الصادر هذا الأسبوع، أن المغرب هي واحدة من «أكبر الدول المنتجة الحشيش في العالم وأكثر ممول لأوروبا بها».

 لكن فرض تشديد الرقابة على استخدام الحاويات التجارية واستخدام القوارب «السريعة» لمحاربة نشاط تهريب المخدرات فرض اتباع معابر أخرى عن طريق «تهريب الحشيش جنوبًا إلى موريتانيا، ثم ينتقل شرقًا في جميع أنحاء مالي والنيجر إلى ليبيا كمحطة عبور قبل أن يتم إعادة توزيعها إلى دول أخرى حسب تقرير الخارجية الأميركية».

الفراغ الأمني

ولم تشر واشنطن إلى تسرب المخدرات المغربية إلى ليبيا عابرة عدة دول دون أن يتم اعتراضها ما ينبئ بتورط مهربين بالتحالف مع جماعات مسلحة في الساحل الأفريقي تنشط عبر الحدود قبل وصولها إلى وجهتها مستفيدة ماليًا من تجارة المخدرات، وفرض ضرائب عليها، بسبب الفراغ الأمني في الساحل وليبيا.
 وتتطابق المخاوف من ارتباط نشاط المتاجرة بالمخدرات والبشر مع الإرهاب، مع ما كشفته أجهزة امن غربية عن معطيات خطيرة، تفيد بأن جزءًا من الحشيش الذي يهرب إلى الخارج، يأخذ مسالك تؤدي به إلى تمويل الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا مثل تنظيم «داعش» في ليبيا والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

ويتخذ المهربون والإرهابيون من أقصى شمال مالي كمحطة” ترانزيت” للعبور إلى حدود الجزائر الجنوبية ثم الحدود الشرقية إلى ليبيا، أو يمضون على حافة حدود النيجر الشمالية عبر مسارب الصحراء ثم هضبة تبستى في تشاد.  

وأفادت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات”International Narcotics Control Board” ، في تقرير سنوي لها عن ظهور مسارات جديدة لتهريب المخدرات باستخدام ليبيا مركزًا رئيسيًا لعبورها إلى دول أوروبية بسبب الاضطرابات الأمنية التي تعيشها البلاد.

الطريق البحري

أشارت إلى سلوك المهربين طرقًا جديدة من أجل تهريب الحشيش المنتج بالمغرب، باستخدام ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط، إلى إيطاليا، ومنها إلى وجهات مختلفة، موضحة أن معظم مخدر الحشيش الذي يغادر المغرب لا يزال يذهب إلى إسبانيا، في حين تذهب كميات صغيرة منه إلى إيطاليا إما مباشرة أو عبر ليبيا.

وتتطابق المعطيات مع تحقيقات أثبتها مركز المخدرات والإدمان عليها التابع للاتحاد الأوروبي أخيرًا بناء على تحريات المحققين الإيطاليين أين عثروا على خط تهريب للمخدرات، يمتد بعيدًا إلى الشرق، على طول ساحل شمال أفريقيا، ويؤدي دائمًا نحو ليبيا، لافتين إلى أن إحدى السفن كانت واحدة من بين 20 سفينة تم اعتراضها خلال ال36 شهرًا الماضية، حيث بلغ مجموع ما حملته هذه السفن 280 طنًا، قيمتها 2.8 مليار يورو، وهو نصف ما تمت مصادرته في أنحاء القارة الأوروبية كلها في العام الماضي.

ويذكر المحققون من تحقيقاتهم أن المخدرات لا تنتهي في ليبيا، ولأن تجار الحشيش المغاربة يستخدمون علامات تجارية مميزة، مثل العقرب، أو علامة الدولار أو الدجاجة، فإن هذا ساعد المحققين على العثور على طريق المخدرات بعد مغادرتها ليبيا، حيث تنقل بالبر عبر مصر، ومنها إلى أوروبا عبر البلقان.

فالت منابر إعلامي

وأفادت تقارير عن المؤسسات الأمنية المغربية والإعلامية والدولية ، إن عمليات أمنية مشتركة بين عناصر الأمن الوطني والجمارك والدرك الملكي بمعبر الكركارات جنوب مدينة الداخلة، أسفرت ، عن إجهاض العديد من محاولات تهريب أطنان من مخدر الحشيش على متن شاحنات للنقل الدولي مسجلة بالمغرب متجهة لموريتانيا …في الآونة الأخير .
ونقلت بعض المنابر الإسبانية والمحلية عن تورط العديد، من الأسماء بشمال المغرب في خط حشيش المغرب ليبيا…وما خفي كان أعظم.
M99tv
www.m99.ma


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...