برلماني الوردة يركب سياسيا على معاناة ساكنة جماعة العليين (عمالة المضيق الفنيدف)

قناة م٩٩

من المشكلات التي تناولها الفلاسفة في تنظيراتهم العقلية تجاه الواقع الحياتي هي المشكلة السياسية، فالحكم والنظام والسلطة وما يصاحبها من نزاعات وصراعات تؤدي أحياناً إلى قتال وحروب، كلها شغلت المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ. لذلك، يعد الاستقرار السياسي عاملاً مهماً بغية البناء والتطور في كل دولة من دول العالم. ومن هنا، شارك الفلاسفة نظرياً أو عملياً في رسم السياسات، وفق رؤيتهم للدولة وعلاقتها بالفرد والمجتمع.

فالسياسة مجال استثمار وتنافس وتدافع في الأرض عن المصالح التي كلما كانت عامة كلما جلبت الخير للبلاد والعباد، فالحزب أو الحركة السياسية مدفوعة للارتباط بالمجتمع الذي تعبر عنه وتسهر على تأطيره والتعبير عن مطالبه التي تتكون منها، لتحقيق المصالح ودفع المضار كما يقول فقهاؤنا في علم السياسة، لكن حين تطغى الأنانيات الصغرى والمصالح الضيقة والتخندق ببن ثغور أصغر من ثقب الإبر ، ومحاولة الركوب على كل ما يحدث في المجتمع لتوجيهه نحو ما يخدم حركة أو حزبا خارج المصالح العامة للبلد، تغدو الممارسة السياسية هنا مليئة بالمكيافيلية والبرغماتية المتعجرفة في أحط أنواعها المقرونة بالانتهازية واقتناص الفرص..

للأسف ابتلي المشهد السياسي يوم الاثنين بعمالة المضيق الفنيدق عندما خرجت حشود غفيرة من ساكنة منطقة عليين يتظاهرون من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية ، ظهر ذلك الابتلاء بالكثير من الفقاعات وامتلأت الساحة السياسية بالأحزاب التي فقدت عذريتها وأصبحت تمتطي ظهر القضايا الاجتماعية والحقوقية لتحقيق مآربها الضيقة والخاصة، وإذا كان ذلك مألوفا ومعهودا في أحزاب “الطنجرة”، وتلك ذات التوجه المصطنع خارج الجسم الاجتماعي، فإنه غير مفهوم ولا مقبول من طرف حزب سياسي مثل الاتحاد الاشتراكي الذي وضع نفسه كمنقذ الامة ، يخدم قضايا المسحوقين والمستضعفين في الأرض، وتَقارعه من أجل الكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية..

إذ بتتبع كل المخاض الاجتماعي والسياسي نجد أن هذا الحزب له حضور قوي، لكن من باب المساهمة في تطوير الممارسة الديمقراطية وتحصين المكتسبات والدفاع عن قيم المواطنة والحق في العيش الكريم للمغاربة، بل بدأ يركب على كل حدث مهما صغر حجمه، في هذه القرية أو المدشر، في هذا القطاع أو ذاك، من جهة لاستعراض العضلات، لأن ممثليها البرلماني بإقليم المضيق الفنيدق أو رئيس جماعتها الوحيد يأتيا دوما بشكل منظم ويحرصان على تمييز نفسيهما إما عنوة أو خفية وراء الستار في كل المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية الواقعية أو الافتراضية برموزها وشعاراتها الخاصة والمشفرة ، لإبراز قوتهما التنظيمية والعددية أمام باقي المشاركين الذين يتدفقون على الساحة بشكل تلقائي، لأن المهم في التربية الوطنية ليس استعراض المجموعة الحزبية، ولكن في خدمة القضية العادلة التي جاءت من أجلها الجموع العامة، حيث تجد اليساري إلى جانب الاستقلالي إلى جانب الاتحادي، والمرأة إلى جانب الشيخ والشاب والفلاح .. بدون فرق، لكن مخرجات حزب الوردة بالإقليم حتى في لحظات الالتفاف على توحيد الشعارات واللافتات يحرص- حتى ولو كان يتعلق الأمر بمسيرة من أجل فلسطين ونصرة القدس أو على الزيادة في الأسعار والتشغيل مما يوحد جميع المغاربة .

حيث دق ناقوص الخطر متابعين للشأن العام المحلي وحقوقيين ، بإقليم المضيق الفنيدق من مغبة تدهور الأوضاع الأمنية بهذا الإقليم نتيجة تهور برلماني او نظيره بالجماعة الترابية، مندفع يريد الركوب سياسيا على معاناة الآخرين ويبرز قوته العددية والتنظيمية والحضورية في مظاهرات ربما تكون أخرى مستقبلية ويخصص لها جزءا كبيرا من الاهتمام ..
يتبع
www.m9o.ma


شاهد أيضا
تعليقات
تعليقات الزوار
Loading...